مجزوءة: الفاعلية والإبداع
مجزوءة: الفاعلية والإبداع
مجزوءة: الفاعلية والإبداع
تقديم:
إذا كان الإنسان كائنا واعيا وراغبا واجتماعيا بطبعه، فهو أيضا كائن فاعل وصانع ومبدع. وتتجلى فاعليته الإبداعية على مستوى الطبيعة من خلال سعيه الدائم إلى رسم ذاتيته عليها، والعمل على تغييرها للاستفادة من طاقاتها من خلال ما يخترعه من آلات تقنية.
كما تتجلى هذه الفاعلية من خلال الشغل الذي يعتبر خاصية إنسانية، وفاعلية تدخل الإنسان والطبيعة في علاقة منتجة لقيم نافعة.
وتتجلى أيضا فاعلية الإنسان في إبداعه لمختلف الأعمال الفنية التي يسعى من خلالها إلى إبداع عوالم رمزية جديدة؛ كعالم الشعر والمسرح والرواية وغير ذلك.
هكذا فالإنسان يسعى من خلال كل هذه الأشكال الإبداعية إلى تجاوز حالات النقص التي تميز وجوده، كما يسعى من خلال ذلك إلى إبراز قدراته وتأكيد ذاته سواء في علاقته بالطبيعة أو مع الآخرين.
التقنية والعلم
مدخل:
يعتبر الإنسان كائنا صانعا مثلما أنه كائن مفكر، والبعد التقني قديم عند الإنسان مثله مثل البعد النظري والمعرفي. وقد ارتبطت التقنية بالعلم ارتباطا وثيقا بحيث يصعب الفصل بينهما؛ حيث أن النظريات العلمية تؤدي إلى اختراعات وآلات تقنية، كما أن هذه الآلات نفسها تساهم في تطور الممارسة والمعرفة العلمية.
فهل التقنية مجرد ممارسة تطبيقية لنظريات العلم أم أنها تشكل إطارا موجها له؟
إن الإنسان كائن ضعيف من الناحية البدنية مقارنة مع الحيوانات، كما أن الطبيعة بعواصفها وكوارثها تهدده باستمرار، ولذلك كان لزاما عليه أن يستعين بالتقنية لمواجهة الحيوانات والطبيعة والاستفادة منهما.
فكيف تتحدد علاقة التقنية بالطبيعة؟ وبأي معنى تبسط التقنية سلطتها على الطبيعة؟ هل لتسخيرها لصالح الإنسان أم للسيادة والسيطرة عليها؟
وقد عرفت التقنية بفضل التطورات النوعية التي عرفها تاريخ العلم منذ بداية العصر الحديث تقدما هائلا، وانتشرت انتشارا واسعا في كل أرجاء الكون مما جعلها تحدث الكثير من الأضرار، سواء على مستوى المجال الطبيعي أو على مستوى المجال الأخلاقي والثقافي للإنسان.
وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل عن إيجابيات وسلبيات التطور التقني: ما هي انعكاسات تطور التقنية؟ وكيف نتمثل هذه الانعكاسات على وضعية الإنسان؟ أهي سلبية أم إيجابية؟
المحور الأول: التقنية والعلم
* تحليل نص أفلاطون: أسطورة بروميثيوس
1- إشكال النص:
بأي معنى يعتبر الإنسان كائنا صانعا؟ وما دور التقنية في حياة الإنسان؟
2- أطروحة النص:
لقد منحت الآلهة كل كائن مقوما للحياة، وحينما نسي إبيمثيوس الإنسان وتركه "عاريا"، سرق بروميثيوس النار والتقنية من أثينا ومنحهما للإنسان. وبهذا أصبح الإنسان كائنا صانعا ومبدعا في مجال التقنية التي تعتبر أساس تميز وتطور حضارته الإنسانية.
3- البنية المفاهيمية:
* بروميثيوس: أحد الآلهة في الأساطير اليونانية، كان مساعد زوس كبير الآلهة في الدفاع عن البشر.
وقد سرق النار والتقنية من أثينا ومنحها للإنسان. هكذا فهو يعتبر رمزا لإرادة التقدم
التقني لدى الإنسان.
* إيبيمثيوس: هو شقيق بروميثيوس، وقد كلفته الآلهة بتوزيع الصفات والمقومات الضرورية لكل
كائن لكي يعيش ويستمر في الحياة. فقام بتوزيع الصفات الضرورية على كل كائن، لكنه
نسي الإنسان وتركه عاريا بدون أي مقوم للحياة.
* بروميثيوس الإنسان: لقد كان بروميثيوس يحب البشر، ولهذا فقد سرق النار والتقنية من الآلهة
أثينا بنت الرب زوس ومنحها للإنسان. من هنا يعتبر بروميثيوس رمزا للتفوق
التقني الذي يتميز به الإنسان عن غيره من الكائنات.
* برميثيوس التقنية: بروميثيوس هو سارق التقنية والنار من الآلهة، ومنحها للإنسان مما جعله
يصبح رمزا لإرادة الإنسان في التقدم التقني والعلمي.
* الإنسان التقنية: تعتبر التقنية خاصية مميزة للإنسان، ولها دور كبير في تطوير حضارته وتميز
نمط عيشه عن تلك الموجودة لدى الحيوانات. هكذا يعتبر الإنسان كائنا صانعا.
4- حجاج النص:
لقد وظف أفلاطون الأسطورة كأسلوب حجاجي من أجل توضيح أطروحته القائلة بأن الإنسان كائن صانع. ويمكن توضيح ذلك من خلال ما يلي:
* رموز الأسطورة: * دلالاتها الفلسفية:
- الفنون الآلية والنار - هما رمزان للتقدم التقني الحضاري، لأن بفضلهما أصبح
الإنسان مزودا بوسائل تمكنه من إثبات ذاته على الطبيعة
وعلى الحيوانات وتميزه عنهما.
- الآلهة - الخلق والخلود والقوة
- الكائنات الفانية - الضعف والنقص والفناء
- إيبيمثيوس - موزع الأقدار والمقومات الخاصة بكل كائن
- بروميثيوس - سارق النار والتقنية، وهو رمز لإرادة التقدم التقني والتفوق
الآلي لدى الإنسان.
- أثينا - بنت الرب زوس، وهي رمز للتقنية والحرب والصنا
تقديم:
إذا كان الإنسان كائنا واعيا وراغبا واجتماعيا بطبعه، فهو أيضا كائن فاعل وصانع ومبدع. وتتجلى فاعليته الإبداعية على مستوى الطبيعة من خلال سعيه الدائم إلى رسم ذاتيته عليها، والعمل على تغييرها للاستفادة من طاقاتها من خلال ما يخترعه من آلات تقنية.
كما تتجلى هذه الفاعلية من خلال الشغل الذي يعتبر خاصية إنسانية، وفاعلية تدخل الإنسان والطبيعة في علاقة منتجة لقيم نافعة.
وتتجلى أيضا فاعلية الإنسان في إبداعه لمختلف الأعمال الفنية التي يسعى من خلالها إلى إبداع عوالم رمزية جديدة؛ كعالم الشعر والمسرح والرواية وغير ذلك.
هكذا فالإنسان يسعى من خلال كل هذه الأشكال الإبداعية إلى تجاوز حالات النقص التي تميز وجوده، كما يسعى من خلال ذلك إلى إبراز قدراته وتأكيد ذاته سواء في علاقته بالطبيعة أو مع الآخرين.
التقنية والعلم
مدخل:
يعتبر الإنسان كائنا صانعا مثلما أنه كائن مفكر، والبعد التقني قديم عند الإنسان مثله مثل البعد النظري والمعرفي. وقد ارتبطت التقنية بالعلم ارتباطا وثيقا بحيث يصعب الفصل بينهما؛ حيث أن النظريات العلمية تؤدي إلى اختراعات وآلات تقنية، كما أن هذه الآلات نفسها تساهم في تطور الممارسة والمعرفة العلمية.
فهل التقنية مجرد ممارسة تطبيقية لنظريات العلم أم أنها تشكل إطارا موجها له؟
إن الإنسان كائن ضعيف من الناحية البدنية مقارنة مع الحيوانات، كما أن الطبيعة بعواصفها وكوارثها تهدده باستمرار، ولذلك كان لزاما عليه أن يستعين بالتقنية لمواجهة الحيوانات والطبيعة والاستفادة منهما.
فكيف تتحدد علاقة التقنية بالطبيعة؟ وبأي معنى تبسط التقنية سلطتها على الطبيعة؟ هل لتسخيرها لصالح الإنسان أم للسيادة والسيطرة عليها؟
وقد عرفت التقنية بفضل التطورات النوعية التي عرفها تاريخ العلم منذ بداية العصر الحديث تقدما هائلا، وانتشرت انتشارا واسعا في كل أرجاء الكون مما جعلها تحدث الكثير من الأضرار، سواء على مستوى المجال الطبيعي أو على مستوى المجال الأخلاقي والثقافي للإنسان.
وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل عن إيجابيات وسلبيات التطور التقني: ما هي انعكاسات تطور التقنية؟ وكيف نتمثل هذه الانعكاسات على وضعية الإنسان؟ أهي سلبية أم إيجابية؟
المحور الأول: التقنية والعلم
* تحليل نص أفلاطون: أسطورة بروميثيوس
1- إشكال النص:
بأي معنى يعتبر الإنسان كائنا صانعا؟ وما دور التقنية في حياة الإنسان؟
2- أطروحة النص:
لقد منحت الآلهة كل كائن مقوما للحياة، وحينما نسي إبيمثيوس الإنسان وتركه "عاريا"، سرق بروميثيوس النار والتقنية من أثينا ومنحهما للإنسان. وبهذا أصبح الإنسان كائنا صانعا ومبدعا في مجال التقنية التي تعتبر أساس تميز وتطور حضارته الإنسانية.
3- البنية المفاهيمية:
* بروميثيوس: أحد الآلهة في الأساطير اليونانية، كان مساعد زوس كبير الآلهة في الدفاع عن البشر.
وقد سرق النار والتقنية من أثينا ومنحها للإنسان. هكذا فهو يعتبر رمزا لإرادة التقدم
التقني لدى الإنسان.
* إيبيمثيوس: هو شقيق بروميثيوس، وقد كلفته الآلهة بتوزيع الصفات والمقومات الضرورية لكل
كائن لكي يعيش ويستمر في الحياة. فقام بتوزيع الصفات الضرورية على كل كائن، لكنه
نسي الإنسان وتركه عاريا بدون أي مقوم للحياة.
* بروميثيوس الإنسان: لقد كان بروميثيوس يحب البشر، ولهذا فقد سرق النار والتقنية من الآلهة
أثينا بنت الرب زوس ومنحها للإنسان. من هنا يعتبر بروميثيوس رمزا للتفوق
التقني الذي يتميز به الإنسان عن غيره من الكائنات.
* برميثيوس التقنية: بروميثيوس هو سارق التقنية والنار من الآلهة، ومنحها للإنسان مما جعله
يصبح رمزا لإرادة الإنسان في التقدم التقني والعلمي.
* الإنسان التقنية: تعتبر التقنية خاصية مميزة للإنسان، ولها دور كبير في تطوير حضارته وتميز
نمط عيشه عن تلك الموجودة لدى الحيوانات. هكذا يعتبر الإنسان كائنا صانعا.
4- حجاج النص:
لقد وظف أفلاطون الأسطورة كأسلوب حجاجي من أجل توضيح أطروحته القائلة بأن الإنسان كائن صانع. ويمكن توضيح ذلك من خلال ما يلي:
* رموز الأسطورة: * دلالاتها الفلسفية:
- الفنون الآلية والنار - هما رمزان للتقدم التقني الحضاري، لأن بفضلهما أصبح
الإنسان مزودا بوسائل تمكنه من إثبات ذاته على الطبيعة
وعلى الحيوانات وتميزه عنهما.
- الآلهة - الخلق والخلود والقوة
- الكائنات الفانية - الضعف والنقص والفناء
- إيبيمثيوس - موزع الأقدار والمقومات الخاصة بكل كائن
- بروميثيوس - سارق النار والتقنية، وهو رمز لإرادة التقدم التقني والتفوق
الآلي لدى الإنسان.
- أثينا - بنت الرب زوس، وهي رمز للتقنية والحرب والصنا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى