dracola
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النظام التربوي في الاسلام دراسة تحليلية اجتماعية...

اذهب الى الأسفل

النظام التربوي في الاسلام دراسة تحليلية اجتماعية... Empty النظام التربوي في الاسلام دراسة تحليلية اجتماعية...

مُساهمة  dracola الخميس يناير 28, 2010 7:22 pm

النظام التربوي في الاسلام دراسة تحليلية اجتماعية...

*مقدمة

قدم الإسلام الحنيف بناءً تربوياً متكاملاً للبشرية يحقق لهم السعادة في الدنيا والفوز بالجنة ورضوان الله بالآخرة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً . ويتسم البناء التربوي الإسلامي بخاصية فريدة تميزه عن كافة النظريات الوضعية وهي أن مصدرة كتاب الله وسنة نبيه الكريم علية الصلاة والسلام .
وهذا المصدر الإلهي للبناء التربوي هو الذي يؤكد صدقة وثباته المطلق وفائدة العظمى للإنسان في الدنيا والآخرة معاً.
وينبثق النظام التربوي في الإسلام من النظام التفسيري والرؤية الصادقة للكون والحياة والمجتمع والتاريخ والإنسان ,فالله هو الخالق وهو سبحانه المنظم ومبدع الإنسان وخالقة بنوازعه وجوهره ,ومنزل الشريعة المناسبة له والقادرة على تنظيم شؤونه , وعلى تحقيق التوازن أو التعادلية المعجزة لحاجاته الجسدية المادية والروحية والعقلية .
وينطلق النظام الإسلامي في التربية من الفهم الصادق لحقيقة الإنسان والهدف من خلقة وأساليب تحقيق أهدافه ومصيره في الآخرة , وهي مقدمات لابد منها حتى يستوي النظام التربوي غاية ووسيلة ويحقق أهدافه.


*أبعاد النظام التربوي الإسلامي
النظام التربوي الإسلامي يأخذ في الاعتبار مجموعة من الأبعاد وهي:
أولاً : تحديد الصلة بين الخالق البارئ المصور وبين الإنسان المخلوق.
ثانياً: تنظيم أمور الناس في الدنيا وعلاقتهم ببعضهم البعض سياسياً واقتصادياً وأسرياً وتربوياً .......الخ فالإنسان خلق ليعيش فترة ما في الحياة الدنيا وهو محتاج للشريعة التي تنظم له شؤونه الدنيوية وعباداته معاً.

ثالثاً: بيان كيفية تحقيق الهدف السامي من استخلاف الله للإنسان في الأرض , وأسلوب معيشته على الرقعة المكانية التي تشمل الكرة الأرضية كلها بشكل يحقق الهدف الذي خلق من أجله الإنسان الذي كرمة الله على سائر خلقه .

رابعاً : مراعاة البعد الزمني لعمر المتعلم فهو يبدأ في الدنيا ويمتد إلى الآخرة عبر مستقبل غير متناه.


*أهداف التربية الإسلامية

1- الحفاظ على الفطرة وتنميتها من خلال تعريف الإنسان بخالقه وبناء العلاقة بينهما على أساس ألوهية الخالق وعبودية المخلوق.
2- تطوير سلوك الفرد وبناء أوتغيير اتجاهاته اللفظية والعملية السلوكية بحيث تتسق وتتطابق مع السلوك والاتجاهات الإسلامية.
3- إعداد الفرد لمواجهة متطلبات حياته في هذه الدنيا.
4- بناء المجتمع الإسلامي الصالح الذي تقوم نظمه على أساس شريعة الإسلام استناداً إلى الكتاب والسنة.
5- إعداد المسلمين لحمل الرسالة الإسلامية ونشرها في العالم كله حتى ينتشر الحق وتعلو كلمة الله في الأرض.
6- غرس القيم الإيمانية الإسلامية في نفوس النشء مثل وحدة الإنسانية والمساواة بين البشر .


*أهم الأسس العامة التي تقوم عليها التربية الإسلامية

أولاً : التربية الإسلامية تحقق النمو المتكامل المتوازن لشخصية الإنسان :
فالتربية لاتركّز على جانب واحد من الشخصية ـــ الروحي أو العقلي أو الجسمي أو الانفعالي أو الاجتماعي ـــ وإنما تهتم بجميع هذه الجوانب معاً.

ثانياً: التربية الإسلامية تحقق للإنسان التوازن:
ويتضح هذا في قول الرسول صلى الله علية وسلم أنه يرفض التطرف في العبادة وإنه يقوم وينام ويصوم ويفطر ويتزوج النساء.

ثالثاً: التربية الإسلامية تربية فكرية وسلوكية وعملية معاً:
تتعدى العقيدة الإسلامية مجال القلب إلى العمل فالإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل وكثيراً ما اقترن العمل الصالح بالإيمان في آيات القران الكريم.

رابعاً: تجمع التربية الإسلامية بن الطابع الفردي والاجتماعي معاً:
تركز التربية الإسلامية على تنشئة الفرد على الفضيلة وعلى تحمل المسؤولية فكل امرئ بما كسب رهين , وكل مسلم راع وكل راع مسؤول عن رعيته, فالمسؤولية في الإسلام مسؤولية فردية , كل إنسان مسؤول أمام الله سبحانه عن أعماله بعد أن منحه عقلاً وأرسل له الرسل للهداية وأنزل إليه الكتب وبين له طرق الخير والشر , وأعطى له الجهاز الذي يميز به وفطره أصلاً على الميل للتوحيد.

خامساً: التربية الإسلامية تنشئ الفرد على مراقبة الله سبحانه:
فالتربية الإسلامية تعمل منذ اللحظة الأولى على غرس الدوافع الإيمانية في نفس الفرد تلك الدوافع التي تملك علية فكره وسلوكه فهو يراقب الله في عباداته وعمله وأكله وشربه وزواجه وعلاقته بزوجته وأبنائه .....الخ

سادساً :التربية الإسلامية تحافظ على فطرة الإنسان النقية وتعلي غرائزه الفطرية:
تحافظ التربية الإسلامية على فطرة الإنسان ,فكما يخبرنا الرسول صلى الله علية وسلم مامن مولود إلا ويولد على فطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجّسانه , وقد خلق الله سبحانه وتعالى عباده حنفاء.

سابعاً:التربية الإسلامية تربية موجهة نحو الخير:
يستهدف الإسلام أساساً تقدم الإنسان وتمتعه بالخيرات والرحمة به.

ثامناً : التربية الإسلامية تربية مستمرة :
فهي لاتنتهي بفترة زمنية معينة وإنما تمتد من المهد إلى اللحد تدعم باستمرار عقيدة التوحيد عند الإنسان وتدعوه باستمرار لتحصيل المزيد من العلم والمعرفة.

تاسعاً: التربية الإسلامية تربية عالمية منفتحة :
فالإسلام دين لكل البشر وليس لأقوام محددة كما هو الحال في الديانات السابقة عليه.

عاشراً: التربية الإسلامية تجمع بين المحافظة والتجديد:
فهي محافظة بالنسبة لمجال المعتقدات وما تقوم علية من مبادئ سماوية خالدة وتقاليد راسخة وقيم عريضة وترفض البدع.

*أساليب التربية الإسلامية :أولاً : أسلوب القدوة الصالحة:
وهو أهم الأساليب فلا خير في مرب يتشدق بقيم واتجاهات لا يحققها سلوكاً في نفسه, وينهانا القران الكريم عن التناقض بين القول والفعل.

ثانياً: أسلوب الترغيب والترهيب:
يعتمد الإسلام في صياغة الشخصية الإسلامية وتنمية التلميذ معرفياً وعقلياً ونفسياً على أسلوب الثواب والعقاب , وهو أسلوب يتفق مع طبيعة الإنسان حيثما كان , وفي أي مجتمع مهما كانت عقيدته ولونه وجنسه .فالإنسان يتحكم في سلوكه وفكره ويعدل فيهما بمقدار إدراكه لطبيعة أو نوعية ما يترتب عليهما من نتائج وخبرات سارة أومؤلمة .

ثالثاً: أسلوب التوجيه والموعظة الحسنة :
الإنسان قابل للتأثر بالتوجيهات والتشكيل , لما تتمتع به الطبيعة الإنسانية من مرونة وقابلية للتشكيل.

رابعاً: أسلوب العقاب الفعلي :
وإذا كان أسلوب التوجيه اللفظي أو العملي وأسلوب الموعظة يجدي مع أغلب الناس فهناك مجموعة من الناس لايجدي معهم هذا الأسلوب ولايزيدهم التوجيه إلا عناداً وانحرافاً وهؤلاء ليسو اسوياء.

خامساً : أسلوب القصة:
يعد الأسلوب القصصي في التربية من أنجح الأساليب لما للقصة من سحر وتأثير كبيرين على نفس السامع وعقله , ولما يمكن أن تؤديه القصة من خلال مضامينها التربوية من دور في غرس الإيمان والقيم والاتجاهات والميول المطلوبة في نفس الفرد خاصة في مرحلة الطفولة وإن كان أثرها يمتد على مدى حياة الإنسان.

سادساً : أسلوب التربية السلوكية باقتلاع العادات السيئة وتكوين العادات الصالحة:
وهذا الإسلوب لم تكتشف أصولة إلا مدرسة ديناميات الجماعة حديثاً في حين أن الإسلام نبه إلية منذ أكثر من أربعة عشر قرناً . وقد بدأ الإسلام بإزالة العادات السيئة التي سادت مجتمع الجاهلية , وكان السبيل إلى ذلك أمرين , الأول هو القطع الحاسم الفاضل , والثاني أسلوب التدريج البطئ.

سابعاً : استخدام الاساليب الحسية :
كان الرسول صلى الله علية وسلم يكثر من التشبيهات الحسية من أجل توضيح الأمور المعنوية , فكان مثلاً يخط خطاً على الرمال وخطين عن يمينه وخطين عن شماله , ثم يمثل لهم الأول بأنه "سبيل الله" ويقول لهم عن الخطوط الجانبية بأنها سبيل الشيطان ويتلو قوله تعالى " وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبيعوه ولا تتبيعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون" الأنعام -153.

ثامناً: أسلوب الحوار والنقاش :
تعتمد الطرق الحديثة في التدريس على تطبيق أسلوب الجماعات النقاشية وعادة ما يتم التفاضل بين الطريقة الإلقائية والطريقة النقاشية في التدريس ,وقد توصل الفكر النفسي والاجتماعي الحديث إلى أن الطريقة المناسبة هي التي تتفق مع طبيعة الموضوع ومدى معرفة المستمعين به , ونوعية المستمعين ومستوى ذكائهم وقدراتهم الإدراكية , وعددهم.....الخ.

تاسعاً: أسلوب المحاولة والخطأ:
أدعى علماء الغرب مثل ( ثورنديك ) أنهم اكتشفوا أسلوباً جديداً في التعليم أو تفسير كيف يتعلم الإنسان والحيوان واتضح ذلك في نظرية المحاولة والخطأ . ومنطوق هذه النظرية أن الفرد يتعلم من خلال القيام بعدة محاولات عشوائية دون خطة واضحة , وأنه يكتشف المحاولات الصحيحة مصادفة , والواقع أن الجديد ليست الفكرة لكن إجراء التجارب ومحاولة صياغته قوانين للتعلم ، ذلك أن الرسول صلى الله علية وسلم أستخدم أسلوب التجربة والخطأ في تعليم أصحابة إذ كان يراقبهم برهة وهم يطبقون تعاليم الإسلام ثم يصحح لهم أخطائهم حتى يتعلمون بالممارسة والتجربة الذاتية .

عاشراً :أسلوب استخدام الأحداث والظروف والمواقف في مجال التعليم:
المربي الناجح هو الذي يستغل الأحداث والمواقف المختلفة المتنوعة لتعليم النشء . فالمواقف تثير حالة في النفس من الداخل تحقق التهيؤ الذهني لتقبل المعلومات والتوجيهات ويتضح هذا النوع من التعليم باستخدام المواقف والأحداث وإعطاء الجرعة التوجيهية أو المضمون التربوي الملائم لكل موقف , بشكل معجز في القرآن الكريم بشكل عام وبشكل تفصيلي.

الحادي عشر: توجيه طاقات الإنسان في مساراتها الصحيحة:
إذ كانت الطبيعة الإنسانية تنطوي على طاقات كامنة أودعها الخالق سبحانه وتعالى , فإن اختزانها في النفس يؤدي إلى الأمراض النفسية والانحرافات السلوكية , كذلك فإن توجيهها في المسارات الباطلة يؤدي كذلك إلى الانحراف , ويحرص الإسلام على توجيه طاقات الإنسان في مساراتها الصحيحة وفيما يعود بالخير على الإنسان في الدنيا والاخره.

الثاني عشر: أسلوب استثمار وقت الفراغ:
يحرص الإسلام على استثمار وقت الإنسان من يقظته إلى نومه ويحسن توزيع وقت الإنسان بين العبادة والعمل الجاد والراحة والترفيه الهادف والاستمتاع بالطيبات فالإسلام دين يسر قال تعلى "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" (البقرة-185).

*مبادئ التعلم في النظرية التربوية الإسلامية
أولاً: الربط بين النظرية والتطبيق:
يعد هذا المبدأ من أحدث مبادئ التعليم التي لم ينتبه إليها رجال التربية إلا مؤخراً , وقد سبق أن نبه القرآن الكريم إلى هذا المبدأ منذ أكثر من ألف وأربع مائة سنة , وهو ربط المعلومات النظرية بالتطبيق والممارسات العملية . ويذكر أبن مسعود أن الرجل في زمان الرسول صلى الله علية وسلم إذا تعلم عشر آيات لم يتجاوزهن حتى يعرف معانيهن ويعمل بهن .

ثانياً : مراعاة استعدادات المتعلم وقدرته الاستيعابية والإدراكية :
نبه القرآن الكريم منذ ألف وأربع مائة سنه إلى مايطبق علية علم النفس الحديث الفروق الفردية , فالأفراد تتفاوت قدراتهم العقلية واستعداداتهم وميولهم وذكائهم.... كذلك فقد نبه القران الكريم إلى ضرورة أخذ خصائص كل مرحلة من مراحل النمو في الاعتبار عند أعطاء الجرعات التعليمية والتربوية للأفراد , قال تعالى " لايكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت "( البقرة-286).

ثالثا : تكوين الاتجاهات قبل الفهم واستيعاب المعلومات:

نبه القرآن الكريم إلى ضرورة تكوين الاتجاهات الايجابية نحو قضية أو علم أو موضوع ما قبل تلقي المعلومات والتفصيلات بشأنه , وهو ما يطلق علية اليوم تحقيق التهيؤ الذهني والنفسي لدى المتعلم .ويتضح هذا في أول سورة البقرة التي توضح أن الكتاب الكريم موجه للذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة وينفقون مما رزقهم الله سبحانه. وما لم يتكون الاتجاه الإيماني السليم لدى المتعلم في مجال العقيدة ,فلن تجدي محاولات الإقناع والتعليم والبرهان ....الخ.

رابعاً : تسهيل العملية التعليمية وتيسير حصولها :
يحرص الإسلام باستمرار على التيسير على المؤمن فالدين يسر لا عسر فيه,وكان النبي صلى الله علية وسلم يوصي بالرفق بالمتعلمين وتسهيل أمورهم.

خامساً: التعزيز من خلال الاستفسار والمراجعة والمناقشة:
يوضح لنا القران الكريم والسنة المطهرة إمكان النقاش والاستفسار من أجل الفهم وزيادة اليقين قال تعالى"وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي" (البقرة-260)
وكان أصحاب الرسول صلى الله علية وسلم يكثرون الاستفسار منه علية الصلاة والسلام من أجل زيادة الفهم وتأكيد اليقين.


• المراجع
&أضواء على النظام الاجتماعي في الإسلام د/عبدالرحمن عبدالسلام
&النظام الاجتماعي في الإسلام د/ابراهيم محارب
&بناء المجتمع الإسلامي ونظمه د/ نبيل السّمالوطي

dracola
Admin

عدد المساهمات : 92
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 39

https://wings.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى