dracola
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة فرنكفورت

اذهب الى الأسفل

مدرسة فرنكفورت Empty مدرسة فرنكفورت

مُساهمة  dracola الخميس يناير 28, 2010 7:26 pm

بحث من اعداد الطالب: هميل حسين
حاسي بحبح
ولاية الجلفة



خطة البحث

المبحث الأول : مدرسة فرنكفــورت
( تأسسها – مراحل تطورها - روادها و إسهاماتهم )
مط1: تأسســــها
مط2: مراحل تطورها
مط3: روادهــــا

المبحث الثاني : الجذور الفكرية و الإيديولوجية للمدرسة
مط1: النظرية النقدية والعودة للفكر المثالي
مط2: النظرية النقدية واختلافها مع النظرية الماركسية
مط3: خلاف مع الوضعية
الخاتمة


مقدمة :
ثمة تساؤل مهم يطرح دوما عن دور ووظيفة الفلسفة في المجتمع والحلول التي تقدمها حول أزمة الإنسان المعاصر وهمومه وتطلعاه المستقبلية , فالفلسفة هي قبل كل شيء وسيلة للمعرفة نقدية , تهدف إلى انتقاد الإنسان وانتشاله من هوة الجهل الخرافة والقدر الأعمى وتعريفه بنفسه ونقدها بهدف إيقاظ الوعي الإنساني فيها , والحقيقة كان النقد ولا يزال من أهم الأدوات المعرفية التي يمكن أن تقوم بها الفلسفة , ليس نقد الأفكار فحسب بل ممارستها في الواقع الاجتماعي وهذا ما قامت به , كذلك النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت باعتبارها أول تيار فلسفي إجماعي نقدي معاصر وجه نقده للأفكار التي دعا إليها عصر التنوير في محاولة لوضع نظرية نقدية للمجتمع تربط بين التفكير والممارسة ربطها جدليا , فقد أصبحت هذه الممارسة لأغلب النظريات والاتجاهات النقدية لما بعد الحادثة وخاصة في الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس و الانثروبولوجيا وحتى في الأدب والفن والموسيقى , فما هي مصادر أفكار هذه المدرسة ؟ وكيف تطورت ؟ وما هي علاقة روادها مع الفلسفة الهيغلية والماركسية والوضعية من جهة , وحركة الشباب والطلاب التي تفجرت في منتصف الستينات من القرن العشرين من جهة أخرى ؟ وما هي المشاكل التي واجهت مسيرة هذا المدرسة.


المبحث الأول : مدرسة فرنكفورت ( تأسسها – مراحل تطورها - روادها - إسهاماتهم )
المطلب الاول : تأسسها
تأسست مدرسة فرانكفورت في عشرينيات القرن العشرين تحديدا سنة 1923 حينما أنشىء معهد فرانكفورت للبحوث الاجتماعية بصفة مركزا للبحث الاشتراكي والذي كان مقررا تسميته معهد الأبحاث الماركسية لكن استبعد هذا الاسم لأسباب سياسية وإيديولوجية كي لا تتحجج الحكومة الألمانية حينها .
وارتبط المعهد في تعامله مع العديد من المفكرين الذين كانت لهم صلة بالأحزاب الشيوعية والعمالية , أو ممن يحملون توجهات ماركسية ومع انتشار النازية التي صارت تشكل خطرا على المحياة السياسية والثقافية في ألافيا ( مع صعود الحزب النازي إلى الحكم سنة 1933) وجد المعهد نفسه مضطرا لمغادرة ألمانيا فانتقل بعض أعضائه إلى باريس ثم إلى سويسرا ومنها إلى و.م.أ , حيث أعادوا تشكيل المعهد و أصدروا مجلة له ولعل وجودهم في أمريكا هو الذي يسمح لهم بمعايشة التناقض في واقع البناء الرأسمالي الغربي الأمريكي .
وهذا ما دفعهم إلى إعادة النظر في الماركسية كنظرية غير قادرة على فهم أبعاد الواقع المتغير , وبعد الحرب العالمية الثانية عادت معظم أعضائها إلى ألمانيا وتابعو نشاطهم ضمن جامعة فرانكفورت وفي أواخر لا الخمسينيات والستينيات جذب المعهد إلى صفوفه مجموعة من الباحثين البارزين الذين يمثل كل واحد منهم وجهة نظر متميزة كما أن لهم اهتمامات دقيقة ومتباينة ( اقتصاد – فلسفة – قانون – علم النفس – أدب – موسيقى ...) إلى أن تلاشى هذا المعهد أو انحل مع بداية السبعينيات.





ـــــــــــ
(1)علي غربي , علم الاجتماع الثنائيات النظرية : التقليدية والمحدثة , مخبر علم اجتماع الاتصال للبحث, جامعة منشوري , قسنطينة , الجزائر
المطلب الثانـي : مراحــل تطورهـا

المرحلة الأولـى :
ترأسها في هذه الفترة " كارل غرسبورغ" حيث اشترك في تأسسها وكان مقتنعا بوجود تحولات حتمية في النظام الرأسمالي إلى الاشتراكي وأكد في تحليلاته على التفسير المادي, اتسمت طبيعة إدارة المعهد بطابع دكتاتوري كما رفض قبوا التغيرات السيكولوجية في دراسة الواقع الاجتماعي , وقد اهتمت المدرسة بالدراسات البحثية الميدانية وركزت على مناقشة قضايا المادية التاريخي للماركسة والاقتصاد السياسي ومشكلات الأحزاب السياسية وتطور علم الاجتماع منهجا وموضوعا وقد التزمت المدرسة بموضوعين :
أولا الالتزام بالخط الماركسي
ثانيا محاولة إثراء الكتابات الماركسية عن طريق الاستفادة من إجراء البحوث الأمبرقية والميدانية لدعم عمليات تحويل المجتمعات الأوروبية إلى النظام الاشتراكي
المرحلة الثانية :
ترأس المدرسة في هذه الفترة ماكس هوركهايمر وسعى إلى تغير منهجية المدرسة وفلسفة تحليلها للواقع والبعد عن مثالية هيغل والتطرف الماركسي التي أكدت أن كل من النفس الاجتماعية والقانون والفن ما هي إلا انعكاس للواقع المادي الاقتصادي , ومن ثم أكدت النظرية النقدية على ضرورة الاعتراف بالدور المستقبلي للثقافة في صياغة التفاعل الاجتماعي وقد كان اهتمام المدرسة في هذه الفترة مركز على ثلاث مجالات رئيسية :

1/ دراسة البناء لاقتصادي للمجتمع
2/ تحليل النمو أو التطور النفسي للفرد
3/ دراسة الظواهر الثقافية




ــــــــــــ
(2) عبد الله محمد عبد الرحمان , النظرية في علم الاحتماع , النظرية الكلاسيكية , دار المعرفة , الجامعية ,مصر 2003,ص:433-434
المرحلة الثالثة : 1935 – 1949
تميزت هذه المرحلة بنشاط الرواد في الولايات المتحدة الأمريكية (المنفى ) وقد جاءت أفكار المدرسة لتعكس بعدين أساسيين هما :
الأول : دراسة وتحليل الظروف الداخلية في ألمانيا خلال الفترة النازية << عن طريق تبني منظور علم الاجتماع والسعي إلى اكتشاف الخرافات الاجتماعية , وقد تم إلغاء البحث الاجتماعي لان علم الاجتماع قادر على كشف النوى الحقيقة في المجتمع الألماني >>.
الثاني : وهو طبيعة تباين المصالح وعلاقة جماعة المصلحة والضغط ودورها في صنع القرارات الداخلية والخارجية , وفي هذه الفترة لقي الكثير من منشئي هذه المدرسة مصرعهم والبعض منهم هاجر الى و.م.أ و أوربا , إلا أن بعض رواد هذه المدرسة ظل يواجهون أفكارهم حسب الفكر الإيديولوجي النازي أمثال " هابنز فيفر – ولتر – إيبس " وقد ركز البعض الأخر على دراسة الفلكلور باعتباره موضوع آمن من الناحية السياسية والاجتماعية لكن الجيل الثاني من المدرسة هم من اهتموا فعليا بتطور النظرية النقدية , من أمثال " آدورنوا – ماركيوز- هوركهايم " فقد اهتموا بدراسة الواقع الرأسمالي عن قرب مستخدمين في ذلك الشواهد الواقعية والملاحظة بالمشاركة , وتناولوا قضايا ومشكلات المجتمع الأمريكي بصورة نقدية وتحليلية ومع نهاية هذه المرحلة تغيرت اتجاهات معظم رواد هذه المدرسة فعمل " ماركيوز" بالمخابرات الأمريكية ثم أستاذ بجامعة هارفرد وجامعة برانديس اليهودية , وتحول *** إلى دراسة التحليل النفسي في نيويورك إلا أن هوركهايمر عاد إلى ألمانيا سنة 1949 ليواصل عملية التحليل الواقعي لمشكلات المجتمع الحديث .
المرحلة الرابعة : 1950 – 1950
وقد مثلت هذه المرحلة عودة عدد كبير من رواد هذه المدرسة الى المانيا بعد انتهاء فترة وخاصة "أدورنو – هوركهايمر " وتركزت تحليلات المدرسة على بعدين هما:
الأول : مناقشة التفاعلات والاحداث الواقعية , وخاصة ظهور مجتمع الوفرة وحياة الرفاهية التي عاشتها المجتمعات الرأسمالية , وظهور النزعة التسلطية والبيروقراطية في المجتمع السوفياتي خلال فترة " ستالين "

ـــــــــــــــ
(3) عبد الله محمد عبد الرحمان , المرجع السابق , ص:435
(4) عبد الله محمد عبد الرحمان , المرجع السابق , ص:435-436
الثاني : الاهتمام بعلم الاجتماع في حد ذاته سواء في المانيا او الدول الاوروبية و الو.م.أ ومحاولة اعادة صياغته وتأسيسه على اسس علمية وموضوعية جديدة الا ان هذه المدرسة واجهت عدة صعوبات منها عدم تناول القضايا التي نتجت عن فترة الحكم النازي واستمرار كراهية السلطة لعلم الاجتماع.


المطلب الثالث : روادهــا وإسهامـاتهـم
• ماكس هوركهايمر :
حياته: ولد في مدينة تشوتفارت الألمانية في عام 1895 من عائلة ثرية وأبوه كان صناعيا مشهورا في المجتمع المالي والاقتصادي الألماني , وقد تخصص في دراسة علم النفس بمساعدة عالم النفس الألماني " أد غليب" Adhe Gleb ثم غاير اختصاصه إلى الفلسفة تحت إشراف الأستاذ كورنيليوس الذي اشرف عليه في تحضير شهادة الدكتوراه التي كان موضوعها فلسفة "ايمانويل كانط" وقد انظم إلى المدرسة النقدية في عام 1930 , وكان من ابرز منظريها ومن مؤلفاته:
1/ النظرية التقليدية والنظرية النقدية . صدر في عام 1931
2/ الدولة المستبدة . نشر في عام 1942
3/ ديالكتيك العقل ( بالاشتراك مع ثيودور أدرنو)
4/ اضمحلال العقل . مقال : الهجوم الاخير على الميتافيزيقا
5/ أقول العقل . نشر في عام 1974
6/ جدل التنوير 1972 – فلسفة ايمانويل كانط
منهج البحث :
منهج البحث عند "ماكس هوركهايمر" قائم على التحليل النقدي للواقع القائم والنظرية التقليدية في التحليل الاجتماعي , وقد برز ذلك بشكل أكثر وضوحا في كتابه " النظرية التقليدية والنظرية النقدية 1931" فقد انتقد في هذا الكتاب التفكير التقليدي غير القائم على التحليل النقدي متأثرا في ذلك بالأفكار النقدية في الفلسفة الألمانية ومنهج كارل ماركس وفي نقده للرأسمالية .


هوركهايمر والنظرية النقدية :
تتلخص عنده النظرية النقدية في اختراق عالم الأشياء بحيث يمكن بعد ذلك الكشف عن العلاقات الكامنة خلقها من الأشخاص أعضاء المجتمع فهي إذن لا تأخذ ما هو ظاهر من أنظمة وعلاقات , وإنما تسعى إلى اكتشاف الخلفية الكامنة وأداتها في ذلك نقد المظهر الخارجي , فمثلا المظهر الخارجي للنظام الاجتماعي الرأسمالي يبدو انه يمنح فرصا عادلة للتبادل والربح فمهمة النظرية النقدية هنا هي أن تكشف عن قاع هذا النظام الذي ينطوي على ضرب من اللامساواة , فالفلسفة النقدية في رأي هوركهايمر لها وظيفة اجتماعية هامة في نقد النظم والأوضاع الاجتماعية القائمة .
كما تسعى النظرية النقدية في أن تسهم في تحقيق نوع من إعادة بناء المجتمع بحيث يصبح أكثر إشباعا خاليا من كل أنواع الاستغلال في العلاقات بين الناس وقد أقام هوركهايمر تفرقة بين النموذجين للنظرية هي :
- النظرية التقليدية والنظرية النقدية باعتبارهما يمثلان أسلوبان لاكتساب المعرفة.
النموذج الأول: ( النظرية التقليدية ) هو الذي ارتبط بالمناهج الوضعية ومحاولة سلوكه سلك العلوم الطبيعية وهدفه إخضاع ظواهر العالم لسيطرة الإنسان عن طريق أدوات تكنولوجية ومهارات بيروقراطية.
النموذج الثاني : ( النظرية النقدية ) هو عكس الأول وهو يجعل من الإنسان موضوعا والنظر إليه بصفته صانعا لظروفه التاريخية وأسلوب حياته , كما تسعى إلى المادة صياغة مهمة البحث الاجتماعي وما يرتبط بها من ادوار يقوم بها عالم الاجتماع تجاه الواقع الاجتماعي الذي يدرسه , وهذا راجع إلى أن هناك مشكلات منهجية وموضوعية ترتبت عن التصور الذي ساد في المجتمع البرجوازي القائم على أن البحث قضية منفصلة عن ذات الباحث وهو تصور وضعي يفصل بين الباحث وموضوع بحثه ويرى هوركهايمر انه يجب استبدال هذه الفكرة , حيث لابد أن يندمج الباحث في موضوع بحثه لان الاندماج هو الذي يمنكه من النفاذ إلى لب الظاهرة فيكتسب البحث طابعا نقديا وإنسانيا .




تيودور أدرنو Theodor.w.Adorno
ومن مؤلفاته : 1/ جدل العقل ( بالاشتراك مع هوركهايمر )
2/ الجدل السلبي . صدر عام 1967
3/ النظريات الجمالية
4/ جدل التنوير . صدر عام 1972 ( بالاشتراك مع هوركهايمر )

أفكــــاره:
1/ نقد الفلسفـــة :
الفكرة الأساسية التي انطلق منها في تحليله الإجماعي النقدي هي سبب إخفاق الثورات الاشتراكية بعد نجاحها في روسيا بان وجه نقدا للتجارب الفاشلة في تطبيق الاشتراكي , وكذلك انتقد الفلسفة بسبب فقدانها للطابع الثوري من مضمونها , فالفلسفة في رأيه هي فكر فوقي لا يتعامل مع حقائق الواقع المتأزم الذي يعيشه العالم , فهي فكر يبلور مفاهم ونظرية فكرية مثالية لا تمد للواقع بصلة ففكره قائم على نقد الفلسفة التي لم تعالج مشاكل المجتمع الحقيقية التي تتسم بالتناقض بين ذات الفرد وهويته التي يعمل المجتمع الرأسمالي على إذايتها في المؤسسات القائمة من مثل الدولة والسلطة السياسية والدستور والهيئات الإدارية والتنظيم البيروقراطي فإذن منهجه يبدأ من الفلسفة كنسق مثالي وينتهي بالواقع المتأزم المحيط بالفرد , فمفهومه للفلسفة يكمن في أنها ذلك الفكر الذي يتجنب الحديث عن المثالية ويقيم نموذجا جديدا للتحليل المادي للواقع وظواهره العامة والتي من بينها الكلمات , أي دراسة النصوص والنتاج الثقافي ككل.
2/ نقد الرأسماليـــة :
لقد أنجد تيودور أدرنو من الرأسمالية نموذجا سياسيا واجتماعيا في فترة ما بين عامي 1930-1950 كعينة للبحث والتحليل النقدي الإجماعي بالإظافة إلى دراسة للمجتمع في مرحلته الصناعية المتقدمة وذلك من خلال التحليل والدراسة لهذا النوع من المجتمع كالتكنولوجيا ففي كتابه " النظرية الجمالية " حلل ظواهر الإجماعية في المجتمع الصناعي المتقد كالفن مثلا الذي يعتبره فنا ممزقا في مجتمع ممزق , فصناعة الثقافة وإنتاجها الزائف في مثل هذا المجتمع باتت تشكل خطرا كبيرا على مضمون الإنتاج الفني , بسبب أنها تؤدي إلى الانحلال والذوبان داخل العملية الطاغية للاستهلاك مما أدى إلى غياب الفن , بمعنى قيامه بوظيفته الحقيقية في النقد والتحليل والتنوير .
3/ هربرت ماركيوز Herbert Marcuse
ومن مؤلفاته :
1/ العقل والثورة : هيجل وصعود النظرية الإجماعية
2/ الإنسان ذو البعد الواحد : صدر عام1960
3/ الماركسية السوفياتية
4/ نحو التحرير فيما وراء الإنسان ذو البعد الواحد صدر عام 1970
5/ الثورة والثورات المضادة صدر عام 1972
أفكــــاره :
1/ نقد المجتمع الرأسمالي :
طرح في كتابه "الإنسان ذو البعد الواحد" كالذي نشر عام 1960 فكرة سيطرة الآلة على جميع نواحي الحياة في المجتمع الصناعي المتقدم , وحولته إلى نظام تراكمي قائم على حركة الآلية حيث الفرد في مثل هذه المجتمعات خاضعا – بحكم سيطرة الآلية – لهيمنة وسلطة الدولة ومؤسساتها لتكريس ديمومتها وتصعدها في مستوياتها نوعية وكمية ذات تناسب يطرد من منفعتها الدائمة إلى الهيمنة وقيادة عملية الإنتاجة وإعادتها في بناء الفوقي الكلي للقاعدة الاقتصادية التي تقوم الآلية فيه بالدور المهيمن والأساسي وبالتالي أصبح المجتمع أحادي البعد مركز في سيطرة وهيمنة اتجاه واحد نحو الدولة ومؤسساتها , فقد أصبح وعي الفرد وذاته منحلة ضمن سيطرة الآلية الإنتاجية والأمل – بالنسبة إليه – في مواجهة هذه الهيمنة والثورة على الوضع القائم وتغييره يعلق على البروليتاريا .
فالمجتمع الصناعي في رأيه تسوده شمولية البعد الواحد وتهيمن على مجالات حياته كلها أشكال من التبذير والرفاهية في العيش , منشأة نزعة بربرية جديدة قابلة للاستبدال بالقيم المتحضرة الأخرى .
فالهيمنة والسيطرية الكلية على المجتمع تؤدي إلى إيجاد مجتمع ومغلق ومختصر على إمكانية واحدة والمتمثلة في استمرارية الوضع القائم واسترسال الطبقة المسيطرة على المجتمع , وفي نفس الوقت تحمل هذه المجتمعات في مضمونها بذور التناقض التي ترفضها وتهدد وجودها .
فالمجتمع الصناعي في نظره في ظل الرأسمالية المتقدمة خلق فيضا من الحاجات الكاذبة والأحلام الزائفة التي تقيم الأسئلة الحقيقية والراديكالية وتعيقها عن طرح نفسها .
والأسس الفعلية التي ترسخ وجوده كحقيقة دائمة ومقبولة فهو يرى أن رموز المجتمع الصناعي كالأدب والفن والجنس والوعي والشعور والعاطفة وجمع العلاقات الإجماعية هي زائفة ومسلية ومفرغة من مضمونها الإنساني الحر , ومكرسة لاستمرارية الدولة الرأسمالية ومؤسساتها وقد تخلت هذه الرموز عن وظيفتها الحقيقية وهي فقد أسلوب المجتمع فبالسيطرة والهيمنة على الفرد وحياته وإيذاء وعيه , فالفن واللغة والأدب معاني أفرغت من محتواها الحيوي والدلائلي وأضحت هذه المعاني في خدمة العملية الشرائية ومساهمة دعم استمرارية الفعالية الاستهلاكية, وليست كأساس لثقافة راديكالية تغيرية.

2/ نقد الفكر الجدلي :
كرس جهده الفلسفي لدحض الفكر السلبي وإبراز الدور الثوري للجدل كأداة تحليلية نقدية ساهمت في بناء الفكر الإجماعي الراديكالي وبناء المدارس التحليلية الكبرى وقد وظف في تحليله النقدي الإجماعي فكره الاقتصادي والإجماعي والسياسي .

4/ يورغين مايرماز Jurgen Habrmas
ومن مؤلفاته : 1/ فلسفة
2/ التفكر مع هايدغبر ضد هايدغبر
3/ جوانب فلسفة وسياسة
4/ الميدان العام
5/ العقل والشريعة
6/ التمـة وعلم كأديولوجيا
1/ نقــد الماركسيــة:
انطلاقا من الاعتبار النقدي , أعتبر أن الماركسية فكر ذو قدرة نقدية هائلة لكن لابد من إعادة توجيه الماركسية وذلك بالنظر إليها على أساس بناء نقدي وليس معتقد دوغماتي مغلق ولخص هذه الفكرة في مصطلح "الماركسية كنقد" فالماركسية بالنسبة إليه ليست فكرا علميا ماديا يتجسد في تكون نمط من الرؤية للتاريخ فحسب , كما أنها ليست قياسا متواصلا لمنحنيات الإنتاج الإجماعي وانعطافاته داخل ديمومة الجبرية , بل هي أهم من ذلك بسبب طرحها معايير ومقاييس علمية تسعى إلي تحديد ومراقبة البنية الفوقية للمجتمع , ومن ثم فالماركسية في نظره ليست بإيديولوجيا أو معتقد سياسي فحسب وإنما هي طاقة مستمرة للنقد.
2/ الفكـــر النقــدي :
الفكر النقدي في نظره ينطلق من التسلم بقدرتنا على تفكر الوعي ,فأننا عند اتخاذ أي قرار نقوم به بوزن الأمور واختيار الرأي الأكثر عقلانية بناء على معطيات الواقع الماثل أمامنا , ففي كتابه "نظرية الفعل الأتصالي 1984"
يرى انه من الضروري التحرر من فلسفة الوعي , التي تعي العلاقة بين اللغة والفعل , فالعلاقة بين الذات والفعل والنظر إلى عالم بهذه الطريقة يجعلنا أسرى للعقل الأداتي أين تكون الذات هي التي تقوم بعمل شيء ما للموضوع , وللنزعة التشاؤمية .
كما ميز بين الفعل الاستراتيجي والفعل الاتصالي , إذا يتضمن الأول الفعل الغائي العقلاني ويشير النوع الثاني إلى ذلك الفعل الذي يرمي للوصول إلى الفهم , فالفعل الاتصالي هو " أي تفاهم يتم التوصل أي على أساس عقلاني" وذلك لأنه تفاهم لا يمكن فرضه من قبل أي ممن الطرفين أذاتيا كان ذلك الفرض عن طريق التدخل في موقف تدخلا مباشرا – أم استراتيجيا عن طريق التأثير في قرارات الخصم ".
ويترتب عن الفعل الإتصالي مفهوم العقلانية المتضمنة في لغتنا والتي تستلزم نسقا إجماعيا ديمقراطيا يشمل الكل ولا يستبعد أحدا , وهدفه الوصول إلى تفاهم , ومن ثم فالنظرية عنده هي نتاج للفعل البشري وتخدم غايات ذلك الفعل , وهي أداة لتحقيق حرية أكبر للبشر والتطور عبر مستويات مختلفة .











المبحث الثاني : الجذور الفكريـة والإيديولوجية للمدرسـة
المطلب الأول : النظرية النقديــة والعودة للفكر المثالـي.
جاءت أفكار المدرسة لتعيد دراسة النظرية الماركسية وما تبنته من أفكار وتصورات خاصة تصورات هيجل المثالية, والنظرية التشاؤمية عند "شوبنهاور" وهذا ما ظهر خلال وجود الكثير من التناقض في التحليل المثالي لقضايا الماركسية العامة مثل البروليتاريا كطبقة وقوة ثورية يعتمد عليها في عمليات التغير الجذري في المجتمع وقضايا أخرى مثل الاغتراب أو التنبؤ بانهيار النظام الرأسمالي أو فكرة اختفاء الدولة الحديثة والسبب في ذلك حسبهم هو استنباط الأفكار دون تحليلها بصورة واقعية "أنشتاين" وهذا ما اثر على تصورات أصحاب المدرسة الذين رأوا ضرورة إعادة النظر فيما توصلت إليه الماركسية من قضايا ومقولات وقوانين لتطور الحياة الاجتماعية , كما انتقوا تصورات "شوبنهاور" السلبية لهذا المجتمع مما أثر بدوره على عدد من رواد النظرية النقدية وطرحوا عددا من الأفكار ذات الطابع التشاؤمي مثل أفكار "ههوركهايمر" عن العدالة الاجتماعية بالمستقبل وقيام المجتمعات الحديثة وطبيعة الحزن والبؤس .

المطلب الثاني : النظرية النقدية واختلافها مع الماركسية

يمكن اختصارها فيما يلي :
1- ترى الماركسية أن الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية يتم بواسطة الفعل الثوري للبروليتاريا التي تعمل على تدمير الجهاز السياسي للرأسمالية والإبقاء علو وسائل الإنتاج , أما النظرية النظرية لنقدية فنفرض هذه الرؤية وترى أن التكنولوجيا (من وسائل الإنتاج) تعتبر في حد ذاتها إحدى وسائل القهر وهي تمثل الاستخدام الشرير للعلم والحضارة.
2- ترى النظرية أن العقل هو الوسيلة الأساسية للتحرير وليس الفعل الثوري الذي تؤكد عليه الماركسية
3- تؤكد النظرية النقدية على أن الثقافة الإيديولوجية تلعب دورا هاما ومستقلا في المجتمع , ليست انعكاسا حتميا للواقع الاقتصادي وهي بالتالي ترفض فكرة البناء الفوقي والتحتي للماركسية.



المطلب الثالث : الخلاف مع الوضعية

- يمكن تلخيصها فيما يلي :
1- تسعى الوضعية إلى تحقيق الدقة العلمية وتكميم الحقائق على حسب الشمول في إدراك المعنى الجوهري للظواهر الاجتماعية, مثلما تفعل النظرية النقدية .
2- فصلت الوضعية أدائيا وإجرائيا , أي يمكن تطبيق نتائجه في أي مجتمع وفي أي فترة تاريخية , كما يمكن استخدامها كوسيلة للتحكم والهيمنة من جانب القوى الاجتماعية المتسلطة .
3- تركز الوضعية على العقل الأدائي الذي يعلي من شأن الوسائل بينما تركز النظرية على العقل الموضوعي الذي يؤكد على الغايات .
4- تؤكد النظرية النقدية على العلاقات الجدلية بين الفرد والمجتمع وترى الوضعية أن الأفراد كائنات سلبية في مواجهة المجتمع.
5- تركز الوضعية على شكل الظواهر ودراستها من الخارج فيما تهتم النظرية النقدية بدراسة الجوهر الذي يكمن خلف الشكل الخارجي للظواهر .









ـــــــــــــ
(1) على غريب , المرجع السابق ,ص:187
(4) السيد الحسين , نحو نظرية اجتماعية نقدية , دار النهظة العربية للطباعة والنشر , بيروت , 1958

الخاتمة :
على الرغم من مدرسة فرانكفورت قد عرفت بمواقفها المتباينة من الماركسية إلا أنها قد اشتهرت أيضا بمواقفها المعارضة الصامدة من الوضعية , والواقع أن نقد فلاسفة مدرسة فرانكفورت للوضعية كان نقدا شاملا استوعب أسسها النظرية بقدر ما اخضع دعائمها المنهجية للتحليل الرقيق وليس من قبيل المبالغة أن تكون النزعة الوضعية في العلوم الاجتماعية موضع اهتمام مدرسة فرانكفورت منذ نشأتها خلال ثلاثينيات القرن العشرين حتى حلها في أواخر الستينيات .
على الرغم من الانتقادات التي وجهها فلاسفة النزعة الوضعية متناثرة ومتفرقة في كثير من المؤلفات المقالات إلا أن الكتابات التي تناول النظرية التقليدية قد ذمت معظم هذه الانتقادات.
وفي الحقيقة فإن الأثر المباشر الذي أحدثته النظرية النقدية آنذاك هو انشقاق في صفوف اليسار الأوربي المثقف, وبخاصة في مواقفهم من الماركسية التقليدية .


قائمة المراجع:
1/ علي غربي , علم الاجتماع والثنائيات النظرية : التقليدية الحديثة, مخبر علم الاجتماع الاتصال للبحث , جامعة منشوري , قسنطينة , الجزائر .
2/ عبد الله محمد عبد الرحمان , النظرية في علم الاجتماع, النظرية الكلاسيكية ,دار المعرفة , الجامعة ,مصر .2003
3/
4/ السيد الحسين , نحو نظرية اجتماعية نقدية , دار النهظة العربية للطباعة والنشر , بيروت , 1958

dracola
Admin

عدد المساهمات : 92
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 40

https://wings.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى