dracola
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملخص درس الحقيقة في الفلسفة القديمة والحديثة

اذهب الى الأسفل

ملخص درس الحقيقة في الفلسفة القديمة والحديثة Empty ملخص درس الحقيقة في الفلسفة القديمة والحديثة

مُساهمة  dracola الخميس يناير 28, 2010 2:03 pm

ملخص درس الحقيقة في الفلسفة القديمة والحديثة

الحقيقة
أفلاطون: الحقيقة كمعيار يدرك بالعقل
• الحقيقة كعالم ما ورائي
تقيم الحقيقة لدىأفلاطون (القرن IV – V ) في عالم من الأفكار كانت النفس تتأمله قبل أن تلتحق بالجسد ( فيدون ، 242 ، b ، sq ) ، إذن للوصول إلى الحقيقة لابد من بذل مجهود حتى نتمكن من " الخروج من عالم التغير " ، من العالم الأرضي والمحسوس ( الجمهورية ، VII ) .
ولذلك فإن دراسة الرياضيات تحتل مكانة كبرى في مجال تربية حراس المدينة (= الجنود ) ، وبالخصوص الممتازين منهم ؛ أي الذين سيصيرون فلاسفة/ملوكا في المستقبل ؛ وذلك لأن الرياضيات " تجبر النفس على استخدام الذكاء الخالص من أجل الوصول إلى الحقيقة في ذاتها " (نفس المرجع السابق ) .
• العلم بوصفه استعادة وتذكرا
المعرفة أيضا هي مجرد تذكر ، والعلم استعادة لما هو معروف مسبقا : " ليس البحث والتعلم شيئا آخر غير التذكر " ( أفلاطون ـ محاورة مينون ـ 81c ) ، وذلك سيكون مستحيلا إذا كانت أرواحنا " لم توجد من قبل في مكان ما قبل أن تتحد بصورتنا الإنسانية " ( فيدون ، 78e ).
وإذا ما تساءل الناس بوضع أسئلة جيدة ، فإنهم سيكتشفون بأنفسهم، فضلا عن ذلك ، الحقيقة بخصوص أي شيء كان ، وهو ما سيعجزون عن فعله إذا لم يكونوا يمتلكون العالم قبليا بدواخلهم : وهكذا فإن سقراط الذي وضعه أفلاطون فوق الخشبة في محاورة مينون ( 856 ، وفي مواضع مختلفة ) يدعي القدرة على جعل عبد شاب يكتشف بنفسه حل مسأله هندسية هي من الصعوبة بمكان وهي : المعادلة من الدرجة الثانية عبر لعبة ذكية من الأسئلة والأجوبة ، وقد نجح سقراط في جعل العبد يرى أنه من الملائم ضرب أضلاع المربع في اثنين. يستنتج سقراط أن هذه المعارف " إذا لم يكن العبد قد اكتشفها في هذه الحياة " ، فمن الضروري أن يكون " قد امتلكها سابقا في زمن آخر ، ووجد نفسه متمكنا منها مسبقا " (نفس المرجع السابق).

أرسطو : الحقيقة كشيء موضوعي
• ا لحقيقة مطابقة للأشياء ذاتها
" إن القضايا حقيقية ما دامت تتطابق مع الأشياء ذاتها " كما صرح بذلك أرسطو (384 ـ 322 ق.م) في موسوعته الموسومة بالفهم ( الكتاب II الفقرة 9) " أن تكون على حق ، كما قال أرسطو في الميتافيزيقا [105] هو أن ترى أن ما هو منفصل منفصل ، وأن ما هو متصل متصل ، وأن تكون على خطأ معناه أن تفكر بشكل مغاير لطبيعة الأشياء ".
الصادق والكاذب لا يوجدان تبعا لذلك إلا " في الفكر " ، ويتمثلان في إضافة موضوع إلى محمول أو نفيه عنه منشأ وخاصية . وإذا كان الفكر يربط ويفصل تبعا لحقيقة الشيء ، فإنه يمكننا أن نقول عن القضية الناجمة عن هذه العملية إنها قضية صادقة.
" وفي حالة العكس ( أي إذا ربط الفكر أو فصل بدون وجه حق بين موضوع ومحمول ) فإنه ينتهي إلى صياغة قضايا كاذبة " (نفس المرجع E,4).
• مثال الحقيقة الموضوعية:
هنا نتعرف على مثال الحقيقة الموضوعية الحاضر خاصة في العلوم التجريبية(وليس في العلوم الفرضية ـ الاستنتاجية) : مثال التطابق بين الشيء المدروس والعقل الذي يدرسه " إن وجود الشيء [ .... ] هو علة حقيقة الفهم " كما قال القديس توما الأكويني بهذا الخصوص (Somme Théologique,Ia,q.26.art.1).
ديكارت : الحقيقة بوصفها بداهة
• الشك بحث عن الحقيقة:
ليس الشيطان الماكر لدى ديكارت إلا " دمية منهجية " ، " شيطان إبستمولوجي " ( كوهيي ، فكر ديكارت الميتافيزيقي ، 1962) . يبقى أنه يجب علينا في مواجهة هذا الخيال المتصور من قبل ديكارت وهذا الكائن الخيالي الذي يجد لذة ومتعة في مخادعتنا بشكل دائم ، أن نعارضه بحقيقة لا تقبل الشك ، وهو اقتراح إذ يصمد أمام الشك الجذري ، فإنه يستطاع استخدامه منذ أو حلقة في سلسلة من الحقائق التي تعتبر يقينية منذ ذلك الحين . بيد أنه ، كما كتب ديكارت في " المقالة في المنهج " (1637 ، الجزء IV ) " من خلال وقوفي على أن هذه الحقيقة : أنا أفكر إذن أنا موجود ، كانت من الثبات ومن اليقين إلى حد أن أكثر افتراضات الشك تطرفا كانت عاجزة عن زعزعتها أو تقويضها ، فقد قررت أنه يمكنني أن أتلقاها بدون تحرج بوصفها المبدأ الأول للفلسفة لتي كنت أبحث عنها وأرومها ".
• الكوجيطوكنموذج للبداهة :
يعتبر الكوجيطو المتمثل في "أنا أفكر" اليقين الأول الذي يفلت من الشك الجذري والمطلق ، ومن الممكن حسب ديكارت أن نستخدمه كنموذج للبداهة ، كنموذج لما هو حقيقي. " ولو أنني لاحظت أن لا شيء في (أنا أفكر إذن أنا موجود ) مما يضمن لي أنني أقول الحقيقة ،إلا أنني رأيت بوضوح أنه لكي أفكر لا بد أن أكون موجودا أولا ، لذلك قررت أنني أستطيع أن أتبنى كقاعدة عامة أن الأشياء التي يتم تصورها بوضوح وتميز هي كلها أشياء حقيقية " ( نفس المرجع).إن هذا الاستقراء (المتفائل جدا ) ، هذا التعميم الذي استسلم له ديكارت انطلاقا من اليقين الأول والوحيد ( أي وجود " الأنا أفكر " الذي توصل إليه يسمى تقليديا " قاعدة البداهة ".
• الصدق الإلهي:
" إنه بالإمكان أن نكون معرضين للاعتقاد بأن الله يخدعنا " ، كما كتب ديكارت ، " إذا ما كان فهمنا مهيئا بالطريقة التي تجعلنا نميز الصواب من الخطأ عندما نستعمله بشكل صائب " ( مبادئ الفلسفة ، الجزء الأول ، §30 ـ 1644).
إن الله لا يخدعنا : لأنه خير أكثر منه واحدا . أن تكذب وأن تقول إن " 2 و 3 يعطيان 6 " عملية تأخذ فيها بالحسبان ما هو معطى سلفا ، ما تم خلقه سلفا من طرف شخص آخر ، وتأكيد العكس يمكن أن يكون من فعل ملاك منحط ، لا وحق الله. إن كائنا يتسم بالكمال والقوة لا يمكنه أن يأمر بـ " جزأين " في عملية خلقه ، أحدهما ( ما سيستعصي عليه الوصول إليه ) والذي تعطينا فيه 2 و 3 العدد 6 ، والآخر ( وهو ما يوصلني إليه عقلي) والذي تعطيني فيه 2 و 3 العدد 5 . إن الله إذن صادق بالضرورة.
• الحقيقة والصلاحية
الحقيقة المادية والحقيقة الصورية.
نسمي مقدمات استدلال ما " سوابق الاستدلال" ( ج. سالم ، مدخل إلى المنطق الصوري والرمزي ، 1987 ) ، أي القضية أو القضايا التي نستنتج منها نتيجة الاستدلال إياه ، بيد أنه يمكن أن يكون استدلال ما صادقا ( حقيقيا ) ، في حين أن نتيجته ومقدماته كاذبتان ماديا ( واقعيا ) .
هاك على سبيل المثال هذين الاستدلالين البسيطين :
كل مثلث مكون من ثلاثة أضلاع ، إذن كل ثلاثي الأضلاع مثلث.
كل مثلث مكون من أربعة أضلاع ، إذن بعض مربعي الأضلاع مثلثات .
" إن لحظة من التفكير " كما كتبروبير بلانشي الذي استعرنا منه هذا المثال ، " ستبرهن على أن الاستدلال الأول غير صالح ولو أن قضيتيه صحيحتان ، وأن الثاني صالح ولو أن قضيتيه خاطئتان " ( مدخل للمنطق المعاصر،1968) ، وبعبارات أخرى : فكل قضية في الاستدلال الأول صادقة واقعيا ، غير أن الاستدلال خاطئ من الناحية الصورية ، أما الاستدلال الثاني ، فإن كل قضية فيه خاطئة واقعيا ، غير أن الاستدلال صحيح صوريا ( أو يتسم بالصلاحية ).
• الخاصية الصورية للحقيقة
في العلوم الفرضية ـ الاستنتاجية.
لا يجب إذن أن نخلط صلاحية استدلال ما بحقيقة قضاياه المكونة له أو واقعيتها . إن الحقيقة الصورية تتجاهل الواقع ، إنها فقط اتفاق للفكر مع نفسه ، إلا أن هذه المسألة تخص العلوم الفرضية ـ الاستنتاجية وحدها ن والمتشكلة من المنطق والرياضيات. " الحقيقة الرياضية " كما يقول منظرو جماعة بورباكي " تقيم الاستنتاج المنطقي فقط انطلاقا من المقدمات الموضوعة اعتباطيا عن طريق الأكسيومات " ( عناصر تاريخ الرياضيات ، 1960).
إن مسألة الحقيقة إذن توضع في العلوم الفرضية ـ الاستنتاجية بشكل مغاير كليا لوضعها في علوم الطبيعة ؛ ففي حالة هذه العلوم الأخيرة يتعلق الأمر بالفعل وعلى الخصوص بما أسماه السكولائيونالقروسطيون بتطابق الكر مع الواقع L’adéquatio rei et intellectus ، التطابق بين الشيء المدروس والعقل الذي يدرسه.
• وضع مثال الحقيقة موضع تساؤل

• ميكيافلي
يجب على الأمير أن يجيد اللجوء إلى الكذب وممارسته.
" لو كان الناس كلهم أخيارا ، كتب ميكيافيلي (1469 – 1527) ، فسيكون لزاما علينا أن نصدقهم القول دائما " ، " لكنهم ما داموا أشرارا و لا يحفظون لك عهدا أنت كذلك[ أنت : الأمير الذي أقدم له كتابي هذا ] فليس عليك أن تحفظ لهم عهدا "(الأمير ، الفقرة XVIII المعنونة بـ : عن استخدام الكذب في فن الحكم ـ 1513).
" ومن ثمة فإن السيد الحكيم لا يمكن أن يفي بوعوده وعهوده إذا كان ذلك سينقلب عليه ، وإذا ما انعدمت الأسباب التي أدت إلى تقديم الوعود " (نفس المرجع)" فلن يعدم أمير أبدا المبررات التي تمكنه من تبرير نقضه لوعوده " . وغالبا فإن " أمور كل من يجيد فن التثعلب تسير من حسن إلى أحسن " ، وفيما تبقى " فإن من يخون يجد دائما من تسهل خيانته " (نفس المرجع).
• نيتشه
الحقيقة كوهم
يعتقد نيتشه أنه أعاد من جديد اكتشاف المثال النسكي ـ الذي تجسد لمدة طويلة في القس ـ في إرادة الحقيقة لدى العلماء المعاصرين : " لا ، إن هؤلاء هم أبعد ما يكون عن أن يكونوا عقولا حرة ، وذلك لأنهم لا زالوا يؤمنون بالحقيقة " (جينيالوجيا الأخلاق ، III ، § 24 – 1887). إن " الحرية الحقيقية للعقل " تضع " الاعتقاد بالحقيقة ذاته موضع تساؤل (نفس المرجع).
" من الذي انتصر بالفعل على الإله المسيحي ؟ .. إنها الأخلاق المسيحية ذاتها [...] ، إنه الوعي المسيحي المهيج في الاعترافات الإيمانية ، والذي تطور إلى أن تحول إلى الوعي العلمي ، النقاء الفكري بأي ثمن " (العلم المرح ، أفوريزم 357 – 1882) . " في اليوم الذي اندحرت فيه أكذوبة ذلك " العالم الآخر" الذي عودنا الدين على الإيمان به جاءنا العلم ببديل عنه ، أي بـ " عالم آخر " هو " عالم حقيقته " الخاصة به ".

إينشتاين ـ باشلار•
الحقيقة كخطأ مصحح
• إينشتاين : ليست هناك حقائق أولى
" لاشيء يجب اعتباره كما لو كان بديهيا جدا " كتب ألبير إينشتاين في معرض تبسيطه لنظرية النسبية ؛ " وإذا كنا نريد حقا أن نكون على صواب ، فيجب أن نخضع افتراضات الفيزياء التي نظر إليها لحد الآن كما لو كانت حقائق غير مشكوك فيها لتحليل (متفحص) " ( إينشتاين وإينفلد ، تطور الأفكار في الفيزياء ، 1938).
• باشلار : ليست هناك إلا الأخطاء الأولى
إن إبستمولوجيا باشلار (1884 – 1962) ألحت على الخصوص على مسألة أنه لا يتم التوصل إلى الحقيقة " إلا في نهاية نقاش سجالي " ، إلا بعد " قطيعة إبستمولوجية " . " و لا يمكن أن تكون هنالك حقائق أولى " ، فليست هناك ، كما يفضل باشلار ان يقول إلا " أخطاء أولى " (المثالية الاستدلالية ، في أبحاث فلسفية ، 1934).
ملخص :
الحقيقة مفهوم هو من الوضوح بذاته إلى حد أنه يستحيل حسب ديكارت أن نضع له تعريفا. وأرسطو يجعل الحقيقة تقيم في تطابق القضايا التي نصدرها مع الأشياء ذاتها . وقد ألح الإبستمولوجيون المعاصرون ، وبخاصة باشلار ، على النسبية التاريخية لـ " الحقيقة " في ميدان البحث العلمي : فالعلم يتقدم بالفعل من خلال التصحيح المتوالي والمتعاقب لما اعتبر إلى حين معين عبارة عن حقائق لا يمكن الشك أو الارتياب فيها.

dracola
Admin

عدد المساهمات : 92
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 40

https://wings.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى