dracola
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماهي الفلسفة

اذهب الى الأسفل

ماهي الفلسفة Empty ماهي الفلسفة

مُساهمة  dracola الخميس يناير 28, 2010 3:27 pm

ماهي الفلسفة
________________________________________
التساؤل عن الفلسفة وماهيتها ومن ثم معانيها؟ لا يبتعد عن إشكالية الإنسان عامة ومن ثم محاولة إجابته عن سؤال لماذا؟ سؤال لماذا؟ يعبّر عن عمق إشكالية الفلسفة؟ وهذه الإشكالية التي تعبر عن عمق موقف الذات الواعية من الفيزيقا والميتافيزيقا!
لكن لا نستطيع ببساطة وسهولة وبسرعة أن نجازف بالقول: "لماذا؟" هذا السؤال لم يصل إليه الإنسان إلا بعد فترة طويلة من الكيف أو سؤال "كيف"؟ كيف حدث الشيء، ثم بعد خبرة عملية طويلة توصل بوعي أو غير وعي لسؤال "لماذا؟".
استطلاع في تاريخ الفلسفة والإرهاصات الأولى لبدايتها، يُحفِّزنا للعودة إلى الصياغة العائدة لفيثاغورث من أن "الفلسفة حب الحكمة" أو "فيلو-سوفيا، فيلو: محب وصوفيا: الحكمة" جميل جداً ورائع أن يعشق اليونان الحكمة، لكن السؤال الفلسفي المعاصر الاستفهامي هل الحكمة هي من صنع وإبداع اليونان الصرف؟ أم أن اليونان ساهموا وأكملوا مجالات عملها وصياغتها؟
هذا التساؤل المعاصر حول الحكمة وكل ما يدور حولها يشير إلى وعي الإنسان المعاصر لتاريخ وعيه وإعادة تساؤله عن هذا الوعي وتشكله والدخول في الصياغة الفيثاغورية واستنطاقها من الداخل أو تفكيكها سيجعلنا نصل لبداهة مريحة:
عن الحكمة وتاريخها ومن ثم صياغتها هي "نتاج إنساني بجدارة" وبما أن الشرق جغرافياً وأنتربولوجياً منطقة استقرار أولى وانطلاقاً من تعريف الحكمة:
نستطيع أن نقول أن الفلسفة إحدى صياغات الحكمة ومعنى من معانيها، وهذا يدعنا القول إن إنتاج الإنساني عملياً ومعرفياً ورمزياً ودينياً لا يخرج عن ما نريده من محاولة توضيح هذا المجال "الحكمة ومحبتها" ومن ثم مستوياتها: حكمة عملية وحكمة نظرية. فكل ما صنعه الإنسان وعاشه وتأمله وحتى خاف منه وأقلقه يعبر عن فاعلية الإنسان عبر التاريخ من هنا ينفتح مجال الحكمة لكل الشعوب ومحاولتها إنتاج معني جديدة في حياة الإنسان وتاريخه.
"حب الحكمة" إشارة يونانية لمجال عمل الإنسان ورهافته وتخطيه بيولوجيته، والأمر الهام أن اليونان بانفتاحهم على الشعوب ومحاولتهم إقامة صياغات جديدة كتبوا سفراً جديداً في "حضارة منفتحة" على الشعوب قاطبة وبطرق متعددة وصلت أحياناً لدرجة الحرب والغزو لكن الموقف المتميز ضد الشرق ما دعي بالمصطلح المعاصر "المركزوية الأوروبية" أو "المعجزة اليونانية" ليس موقفاً يونانياً صرفاً إنما موقف من أتى لاحقاً من مفكرين أوروبيين حملوا لواء هذه المواقف.
وهناك دلائل من اليونان القديمة وحتى من كبير فلاسفة اليونان "أفلاطون" على ما نقول، إذ أنّه يقيّم عالياً ما قدمته حضارات الشرق من مصر في الطب والتحنيط وبلاد ما بين الرافدين في العمارة والفلك... وهذا أيضاً ما يقرّ به بعض من أرَّخو للحضارة في أوروبة أمثال: زغريد هونكه في كتاب "شمس العرب تسطع على الغرب" ورينه تاتون في كتابه: "تاريخ العلوم العام والخاص" ومن ثم جورج سارنون "مقدمة في تاريخ العلوم" وغيرها من الكتب.
والمفكرين ابتداءاً من عصر النهضة إلى اليوم تختلف مواقفهم بين مع أو ضد: فالفيلسوف الشاعر غوته يمجد الشرق ويقيّم ما قدمه بما قال: "الشرق القابع خلف المتوسط يخيفني" وأما شليلغ نراه يفصل بين الغرب والشرق قائلاً: "المشرق مشرق والغرب غرب" لا يلتقيان وهناك شواهد كثيرة على كلا الموقفين لا أدخل كثيراً بهذا المنحى قد نتعرف عليه في مناسبات أخرى...
لكن ما أريد أن أقوله إن "الحكمة ومحبتها" هي رصيد إنساني ونتاج إنساني يساهم به الجميع حتى من يقرأ هذه الأسطر.
فالفلسفة "حب الحكمة" وبصياغتها الأولى، تخطي أو تجاوزاً لكثير من الاجتهادات والمحاولات أسفرت عن هذه الصياغة. نتيجة لفعل إنساني مبدع في التاريخ، لأن أفعال الوعي تحتاج لقدرة إنسانية واعية ومبدعة. الفلسفة "نتيجة للوعي الإنساني المبدع في التاريخ بين حدي الذات والموضوع".
الذات بقدرتها وإمكانياتها وطاقتها وبيئتها ومن ثم الموضوع بين موقف الذات منه وهدف الذات من تلقيه والتعامل معه. يتفلسف الإنسان ليحيا ويبدع ويتخطى ذاته وينتج آفاق جديدة للحياة.
انطلاقاً من هذا التحديد والمحافظة على هرمونيته، يسوغ لنا الدخول في تاريخ الفلسفة لنقدم بعض التعريفات والتحديدات علّها نماذج أو صدى نهتدي بها وقد نتخطاها.
1-الفلسفة "حب الحكمة".
2-الفلسفة هي ما يفعله الفلاسفة.
3-الفلسفة نشاط عقلي أو طريقة في التفكير حول موضوعات وأسئلة معينة.
4-الفلسفة تُعنى بتحليل وتوضيح المفاهيم والأفكار والتصورات التي نستخدمها في حياتنا اليومية والعملية.
5-الفلسفة هي مستويات التفكير المختلفة: (التفكير في الحياة اليومية، التفكير العملي، التفكير الفلسفي).
6- الفلسفة نشاط أو محاولة لفهم المبادئ العامة والأفكار الكامنة خلف تفكيرنا على المستوى الأول "الحياة اليومية".
7-استخدام كلمة فلسفة بمعنى واسع جداً لتفي النظرة العامة إلى الحياة أو مجموعة المبادئ العامة التي تواجه حياة الإنسان.
لكن هذا الأمر لا يعفينا من مناقشة المعنى المتعلق "بمستويات التفكير"..
للتفكير كما نعلم مستويات متعددة ومختلفة:
أ – التفكير المألوف في الحياة اليومية، وتعاملنا اليومي لكسب العيش. وما ينشأ عن هذا الأمر من علاقات يومية متداخلة ومتباينة أحياناً وبرغمانية أحياناً أخرى.
أقول أن الحياة اليومية متداخلة ومتباينة بحسب رؤية الأفراد ومشاربهم.
ب – أما المستوى الثاني من التفكير أعمق من الأول ويحاول أن يصل ما هو أعمق منه من خلال بعض التساؤلات مثال: لِم كانت النميمة فعلاً غير أخلاقي؟ أو لِمَ كانت السرقة عملاً خاطئاً؟.. وهناك عدة احتمالات:السرقة عمل خاطئ، السرقة محرّمة، ماذا يكون الإنسان لغير ضمير؟ .. ما موقف العقل من السرقة؟ أو من كل الأفعال الخاطئة ووراء هذه التساؤلات أو المجتمع أو الدين أو الضمير أو العقل.
بالرغم من هذا النقاش الذي يطال مستويات التفكير وما الأرضية التي تنشأ عليها، يبقى عالم الأسئلة هو عالم الفلاسفة وحتى نتجرأ ونقول عالم الأمم والمجتمعات المتقدمة، المجتمعات التي تحاول أن تقدم صور إشكالية للعقل عبر سيرورات راقية هامة.
ومهما قيل عن الفلسفة، وقيل عن دعاة السؤال الفلسفي ومستوياته تبقى الفلسفة الضامن الوحيد لحياة الكائن العاقل المؤمن بكينونته محاولاً إيجاد المعنى الوافر والهام لكل حيثيات الوجود انطلاقاً من الوجود!
وكما تساعد الفلسفة على التفكير والنقد والسمو والتخطّي، تساعد أيضاً على توضيح وتدعيم ما نؤمن به من معتقدات على أسس قوية وراسخة. وتساعد وبقوة في بناء ملكة التفكير المنسق، الهادف لإزالة كل تناقضات الحياة فكرياً وثقافياً لتصل إلى مهارات ذات فائدة في نمو الفكر وتقدّم المجتمع ومحاولة إشادة وبناء حياة إنسانية ملؤها السعادة والهناء.

dracola
Admin

عدد المساهمات : 92
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 40

https://wings.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى