dracola
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من سقراط الى الغزالي الى الفلسفة المعاصرة

اذهب الى الأسفل

من سقراط الى الغزالي الى الفلسفة المعاصرة Empty من سقراط الى الغزالي الى الفلسفة المعاصرة

مُساهمة  dracola الخميس يناير 28, 2010 2:00 pm

من سقراط الى الغزالي الى الفلسفة المعاصرة:
________________________________________
إذا كان المعنى اليوناني القديم لكلمة فلسفة هو «فيلو ـ صوفيا» أي «حب المعرفة» فإن المعنى الإبستمولوجي ـ المنهجي المعاصر لكلمة «فلسفة» صار هو «معرفة كيفية التفكير»، لذا طرحت علينا «ندوة اليوم العالمي للفلسفة» التي انعقدت مساء الخميس الماضي في فندق الكومودور ـ الحمراء، تحت عنوان «الفكر النقدي والحياة العامة» مهمة أن نتوافق على تعريف إندماجي لمعنى الفلسفة الكلاسيكي، وهذا المعاصر، استناداً إلى المفاهيم السلوكية ـ الفكرية، يقول «الفلسفة هي معرفة كيفية محبة التفكير»، في أبعادها النقدية. وكان الأجدى بهذه الندوة أن تقتصر طروحاتها على «فلسفية» الفكر النقدي والحياة العامة، لا أن تتشظى طروحاتها «النقدية الفكرية» في عشرات الاتجاهات الفكرية والمفاهيمية.
الشك واليقين
وبإدارة مارلين كنعان حاضر وضاح نصر في «الفكر القديم»، اليوناني خصوصاً، كما حاضرت سعاد الحكيم في «الفكر العربي الإسلامي»، القروسطي تحديداً، واختتم يوسف معلوف الندوة الأولى بمحاضرته «في الفكر المعاصر»، الأوروبي خصوصاً.
ومؤكداً على ثقافة النقد، رأى وضاح نصر تقصيراً فكرياً عربياً ولبنانياً في النقد الذاتي، لأن الفلسفة أكثر انواع العلوم عناية بالشأن العام.
أعلن نصر أن هاجسه الفكري هو أن يعيد إلى الشأن العام في لبنان روح النقد والصراحة والمكاشفة: «أصبحنا بارعين في نقد الغير ونهرب من نقد الذات!». استنتج نصر ان شجاعة سقراط وحكمته وعمق رؤيته امتدت إلى ثقافات وحضارات غير أوروبية. ان الاحتكام السقراطي الى سلطة العقل الانساني أدى إلى رفضه الخضوع لأي إرادة أو مشيئة مهما علا شأنها، وهذا الاحتكام جعل سقراط أول شهيد فلسفي يستشهد دفاعاً عن العقل التوحيدي.
أما سعاد الحكيم فقد اختارت نموذج الغزالي في كتابه «المنقذ من الشك والضلال» متسائلة: أي فكر ديني يعبر عن الإسلام بأكمله؟ الفكر الكلامي أم الفلسفي أم الباطني أم الصوفي؟ واي فكر إسلامي يحررنا من أفخاخ الإتباعية والتقليد؟ عددت الحكيم مراحل كتاب الغزالي. وكيف أبطل الغزالي أولا الثقة بالمحسوسات، معتبرا ان وراء إدراك العقل حاكما آخر يكذب العقل في حكمه المعياري، وكيف تكذب الحالة الصوفية الضرورات العقلية.. وكيف أنه بنور قذفه الله في صدر الغزالي رجعت الضرورات العقلية إلى توازنها.
شجع الغزالي تعددية الآراء في المعتقد الواحد. لأن المعتقد الوحيد الجامد ليس موجودا في النص القرآني. والمهم ان الغزالي أعطى طالبي الحق الإلهي الصنارة التي يتصيدون بها العلوم الإلهية.
أما يوسف معلوف فاعتبر ان تناوله «الفكر النقدي المعاصر» يبدأ مع تعرض المسيحية القروسطية لحركة اصلاحية في عصر النهضة الإيطالية قسمتها إلى قسمين. فعصر النهضة هذا افتتح البعد الإنسي للفكر الديني، ولقد اعتبر الشهيد جوردانو برونو ان القوة الإلهية تكمن في الطبيعة مؤمناً بالحلولية ـ الطبيعية، وكيف انه لا وجود لحقيقة واحدة واضحة (مونتان) وكيف رسخ مارتن لوثر البعد الفرداني للتفسير الديني.
وكيف أن أعمال فرنسيس بيكون (الأورغانون الجديد) وأعمال ديكارت هي متوازيات في النقد الفلسفي. أما فلسفة الفكر النقدي في القرن العشرين، فلم يشرح معلوف سوى نموذجين لها، ربما بسبب ضيق الوقت، هما دولوز (على الفلسفة أن تتصدى للدوغمائيات) وهايدغر، الذي يجب ان لا يختزل فكره الوجودي في حفنة معدودة من الطروحات.
ممارسة الفكر النقدي
أدار الندوة الثانية والختامية، سعود المولى وقدم جهاد الزين الذي تحدث باقتضاب عن علاقة الصحافة وصفحات الرأي بالنقد الفكري. وتحدث انطوان سيف عن النقد في العلوم الوضعية، وكان الختام مداخلة إبداعية مهمة وبليغة لروجيه عساف عن علاقة الفكر النقدي بالثقافة الفنية والمسرحية والأدبية.
استهل انطوان سيف كلامه بالتحدث عن كارل سيغان واهتماماته بعلوم الفلك (توفي في نهاية القرن العشرين) مشيراً الى اهمية كتابه «وحوش جنة عدن» ـ ترجمة الراحل حسن قبيسي. تتناول كتابات سيغان تاريخ الكون منذ (15) مليار سنة، حيث كل مليار من السنين يوازي أربعة وعشرين شهراً من السنين الأرضية. فنحن حديثو العهد بهذا الكون، ونحن غزاة جدد ومستعمرون جدد لهذا الكون.
اعتبر روجيه عساف ان الفن لا يغير العالم، بل الفن رحلة الى بلد الاسئلة الذي هو الفلسفة. والنقد الثقافي نشاط ضروري ولكن دور النقد ليس ملكاً للنقاد. فالنقد وظيفة عضوية في فضاء الجسم الثقافي، وهناك نقد تقويمي ثقافي ونقد أكاديمي تقريري. والتأويل الثقافي يتاخم علم التاريخ ولكنه ما زال خاضعا لأحكام تاريخية. ولا يقتصر النقد على تشريح الاعمال الثقافية والفنية بل هو جزء من حركة الابداع المجتمعية والفردية.
وانتهى الى القول ان «عملية الإبداع النقدي الجماعي تجربة شاملة وأليمة، ولكنها ضرورية. اذ انه لا رجاء لنا خارج اليوتوبيا».
لقد طرحت هذه المداخلات اسئلة تحتاج الى اجوبة ما زالت معلقة في موازيف الانتظار:
أين موقع المدرسة الفلسفية اللبنانية والعربية بالنسبة للفلسفات العالمية. لماذا تتراجع انشطة التعليم الفلسفي في المرحلة الثانوية والجامعية في لبنان والعالم العربي؟
إذا كان هناك وعي فكري متفاوت في بيئتنا اللبنانية، وإذا كان النقد الفكري تربية عامة يجب اكتسابها وتشجيعها، فما هو الموقف في الفكر الديني الذي يلعب دور الاطار في تجميع المحرمات التي لا تمس في النطاق العام (الدين، والجنس، والسياسة). المشكلة نرجعها مباشرة «للصلعاء داخل رؤوسهم»! نعم، نحملها للاصوليات داخل الرؤوس! ففي العالم اليوم مفكرون ينتمون للبيئات الدينية يطالبون بإعادة الاهمية لفكرة الدولة المدينة. وإذا كان الدين غير معقلن مع العديد من فئات الشعوب العربية فإن الدور المناط بنشر الفلسفة هو ان تعقلن الدين. فالفلسفة هي المقاربة والابداع والتفكير الذي يزحزح الأفكار المسيطرة والمسبقة.

dracola
Admin

عدد المساهمات : 92
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
العمر : 40

https://wings.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى