معوقات التغير الاجتماعي

معوقات التغير الاجتماعي

لقد استطاعت النظريات الانسانية الاجتماعية أن تحدد مجموعة من أهم العوامل التى تقف دون عمليات التغير المستمرة، انطلاقا من أن عملية التغير هى عملية حتمية، فلا بُد لجميع الاشكال الحياتية أن تتبدل ، أن تتحول من شكل الى شكل أخر، ربما يكون مقاربا بعض الشى او مختلفا تماماً. فالاشكال الاجتماعية للمجتمعات الانسانية على وجه هذه الكرة الارضية قد طرأت عليها العديد من التحولات فى شكل الملبس والمأكل والمشرب والتنظيم والنظم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية...الخ .
وهنا لسنا فى معرض الحديث عن اشكال هذه التحولات والتغيرات الاجتماعية فى المجتمع الانسانى، بل هو تركيزنا على الحصيلة المعرفية فى الفكر الانسانى الاجتماعى لموضوع التغير ووعيه بحركته، واهم معوقاته، فقد استطاعت هذه النظريات ان تبرز هذه المعوقات فى الاتى:
1- العزلة الاجتماعية.
2- المحافظة على الثقافة القديمة، ورفض الجديد وتقديس التراث.
3- ركود حركة التجديد والابتكار، ونقص الموارد الاقتصادية وانخفاض المستوى العلمى.
4- عدم الاستقرار السياسى.
5- عدم التجانس السكانى.
ومن ابرز نظريات التغير ( النظرية التطورية)_ ابرز أعلامها، ماندل - لامارك - داروين .
تؤمن النظرية التطورية بتطور المجتمع ولا تهتم بوصول المجتمع الى حد الكمال مثل اهتمامها بالتقدم، وقد اشار المفكر الفرنسى سيمون الى المراحل التطورية التى تمر بها البشرية من المرحلة التخمينية الى المرحلة شبه التخمينية الى المرحلة الوضعية. ويرى كوندرسيه ان الحياة الاجتماعية قد تطورت من البداوة الاولى الى الاشتغال بتربية واستئناس الحيوان والزراعة ثم اختراع الحروف الهجائية حتى وصل المجتمع الانسانى اخيرا الى عصر التنوير، وقد حاول كوندرسيه أن يحدد مراحل التغير الاجتماعى بتسع مراحل تمثل خطا مستقيما يتصاعد نحو الرقى.
اما تونيز ، فقد اهمل مراحل التطور كما رآها كوندرسيه، واهتم بمسار التقدم ويرى ان التطور الاجتماعى يسير من البساطة الى التعقيد والتركيب بحكم التراكم المعرفى.
ان اشهر نظريات التى حاولت تسليط اضوائها على حركة التغير الاجتماعى فى الفكر الاجتماعى المعاصر ، تلك التى جاءت على يد لويس مورجان بتصوره عن تطور المجتمع الانسانى ، من حالة المجتمع البدائى الى المجتمع المدنى وحدد ثلاث مراحل ، التوحش - البربرية - المدنية.